هكذا تكلم ابن عربي
- الرقم التسلسلي: 978-9953-68-704-9
- سنة الإصدار: 2014
- السعر بالدولار: 10
إن استدعاء ابن عربي يمكن أن يمثّل مصدراً للإلهام في عالمنا الذي تتراكم مشكلات الحياة فيه؛ فالتجربة الروحية هي مصدر التجربة الفنية والأدبية، وهي الإطار الجامع للدين والإبداع. هذه أهمية استحضار ابن عربي في السياق العام. أما استحضار ابن عربي في السياق الإسلامي – واستعادته من أفق التهميش إلى فضاء المتن مرة أخرى – مهمّ، وذلك بسبب سيطرةبعض الاتجاهات والأفكار والرؤى السلفية على مجمل الخطاب الإسلامي في السنوات الأخيرة. كما أن فكر ابن عربي يقدّم للقارئ غير المسلم صورة أخرى لروحانية الإسلام، وإسهاماته في التراث الإنساني، ويوضح مفهوم “الجهاد” الذي أصابه من التشوه الكثير.
ترجع أهمية فكر ابن عربي إلى ما يمثله من نضج في الفكر الإسلامي في مجالاته العديدة: فقه، لاهوت، فلسفة، تفسير، حديث، علوم اللغة والبلاغة… من هذه الزاوية، فإن دراسته في السياق الإسلامي تكشف عن بانوراما الفكر الإسلامي في القرنين السادس والسابع الهجريين. ومن زاوية أخرى، يمثل الشيخ الأكبر همزة الوصل بين التراث العالمي والتراث الإسلامي، ويشكّل تواصلاً حيّاً خلاقاً مع التراث العالمي الذي كان معروفاً ومتداولاً في عصره، سواء كان تراثاً دينياً، أو كان تراثاً فلسفياً فكرياً. ولكن أهمية ابن عربي كهمزة وصل لا تقف عند حدود استيعابه للتراث الإنساني وتوظيفه له في إقامة بنائه الفكري الفلسفي الشاهق، بل تتجاوز ذلك إلى المساهمة في إعادة تشكيل التراث الإنساني بالتأثير فيه تأثيراً خلاقاً.