الفارابي متعدداً: نحو فلسفة عربية مركبة
- الرقم التسلسلي: 978-9953-64-050-1
- سنة الإصدار: 2020
- السعر بالدولار: 14
يمثّل هذا الكتاب الموسوم بـــ«الفارابي متعدّداً: نحو فلسفة عربية مركبة» في الأصل سلسلة من المقالات والدراسات التي قام المؤلف بنشرها على مراحل متعاقبة في مجلات تونسية وعربية محكمة. وهو مُؤلَّف من الحجم المتوسّط يتنزّل ضمن فضاء إبستيمي مداره الأساس تاريخ الفلسفة العربية والإسلامية خلال العصر الوسيط ممثلاً، هاهنا، في فكر الفيلسوف العربي الفارابي الذي يشكّل قامة من قامات الفلسفة عبر تاريخها قديماً وحديثاً وحتى معاصراً .
ولقد صرّفنا في هذا الكتاب من كلِّ مثلٍ يُجلي لنا الطابعَ النسقي المركّب لفلسفة الفارابي المتعدّد، وهو أمرٌ تُجليه فصولُ المتن الثمانية التي أفردناها لمقاربة قضايا العقل النظري وقضايا العقل العملي، عساها تمكّننا من تبيّن السبق الفكري والتّاريخي لأبي نصر في تأصيله لمقولة النسق في تاريخ الفلسفة العربية.
ومهما يكن من أمر، فإنّ الإحاطة النظرية بتلابيب تلكم المسألة لا تكون ممكنة إلّا بردِّها إلى سؤال: «من هو الإنسان؟» في سعيه الدّائم إلى تحصيل السّعادة بوصفها نهاية الكمال الإنساني.
إنّ هذا المؤلّف لَيشكّل في النهاية منجزاً يُضاف إلى جملة المراجع والبحوث التي اهتمّت بفلسفة المعلم الثاني لإعادة اكتشاف ثرائها وعمقها؛ وتأهيلاً لتذوّق جديد للفارابي والتفكير فيه على سطح السّاحة الفلسفيّة، ما يعني أنّ تفكيره مازال حقلاً ثرياً للبحوث، لم يُستفرغ القول فيه بعد. فهذا الفيلسوف الفذّ لم يقصّر، منذ أن اكتمل نسقه، لا في خلق الأتباع فحسب، بل في خلق الخصوم أيضاً. أفلا يكون ما يَطرأ اليوم من كتاباتٍ حول الفارابي امتداداً متخفّياً لهذا التيار أو ذاك؟