وُفّق الدكتور صلاح الدّين العامري، من خلال الفصول الثلاثة التي قام عليها الكتاب، في رصد الدلالات الرمزيّة التي يمكن أن تنطق بها شخصيّات آل البيت في خطاب المتخيّل الشعبي التونسي، متعقّباً رحلة ذاك المتخيّل، زماناً ومكاناً، من المشرق إلى المغرب.
فبعد أن أصّل لمدوّنة بحثه، فكّك صورة آل البيت متفحّصاً مكوّناتها، وراصداً الآليّات التي تشكّلت منها، واتّخذ من شخصيّات عليّ والحسين وفاطمة نماذج للدراسة المعمّقة في ضوء ما وفّرته مادّة البحث من معطيات ومعارف من جهة، وفي ضوء ما رآه فيها المؤلّف من «تمثّلات اجتماعيّة» تعبّر عن خصائص ذهنيّة منتجيها ومروّجيها في آن معاً من جهة أخرى.
إنّ الإضافات المعرفيّة والمكاسب المنهجيّة التي يمكن للقارئ أن يغنمها من هذا الكتاب عديدة. من ذلك إمكان توظيف المعارف والمناهج المجراة على المتخيّل الديني في إطار الثقافة العالمة والرسميّة في دراسة المتخيّل الديني الشعبي التونسي أو غيره. وقد وظّف الدكتور العامري في تفهّم صورة آل البيت في المتخيّل الشعبي التونسي مجموعة من تقنيات تحليل الخطابات السرديّة مثل «الومضة الورائيّة» و«الومضة الاستباقيّة»، بل إنّه اختبر آليّات جديدة واقترح لها تسميات غير مسبوقة من نحو «المثلنة» و«آليّة التبخيس» و«الانتقاء» و«الاختزال».
أ.د. بسام الجمل
محتــوى الكتـــاب
