كهف التأسلم
- الرقم التسلسلي: 978-9953-64-078-5
- سنة الإصدار: 2020
- السعر بالدولار: 20
يعيش العالمان: العربي السني، والإيراني الشيعي أزمة كبرى، فكلاهما يواجه مأزق السلطة، عاجزاً عن بناء نظم حكم رشيدة، بفعل ممانعة النخب العسكرية والبنى القبلية هنا، والأفكار الميثولوجية والأوهام الخلاصية هناك. والأمر نفسه على صعيد الهوية، فثمة تيارات منغلقة على الجانبين، تُشيد السدود على قواعد المذهب، وتسهر على حراسة حدوده، بينما تبقى التيارات النقدية، بما تمثله من قدرة على التجدد الذاتي، ورغبة في الانفتاح على الآخر، نحيفة وشاحبة بفعل هشاشة الحداثة الثقافية. وبفعل معضلتي السلطة والهوية، ينزلق العالمان إلى أتون العنف الديني، ولو بأشكال متغايرة، تتجلى عربياً في انقلاب الحركات الجهادية على سلطات الدولة الرسمية، وتتجسد إيرانياً في انحراف سلطة الدولة الرسمية إلى منهج الميليشيا الحركية، بدعوى تصدير الثورة الإسلامية، ما يُقحم الإقليم في صراعات عبثية تهدر طاقة الطرفين ولو بأقدار متفاوتة.
ولذا يأتي هذا الكتاب استجابة لتحديين رئيسيين: الأول يمكن وصفه بـ (المزمن)، يندرج في سياق التجديد الفكري، خروجاً من كهف الإسلام السياسي وأوهامه حول السلطة والهوية. والثاني يمكن وصفه بـ (الحاد)، يتمثل في حروب الوكالة المذهبية بكل ما تثيره من اضطرابات إقليمية. وما خلصنا إليه هو أن مجابهة الصراع الإقليمي لن تكون ممكنة دون الولوج إلى فضاء إسلام حضاري يقبل بعلمانية معتدلة؛ تفصل أبنية السلطة السياسية عن ادعاءات القداسة الدينية، تميز بين العقيدة الدينية والهوية الحضارية، وتتصدى لمفهوم الجهاد الحربي الذي أصبح -في عصر الدولة القومية الحديثة- ظاهرة محض عبثية.