معرفة المعروف
- الرقم التسلسلي: 978-614-8030-40-6
- سنة الإصدار: 2017
- السعر بالدولار: 10
«إنّ الوجه الهرمينوطيقي لا يقتصر، إذاً، على العلوم التأويلية للفنّ وللتاريخ، ولا على تعاطي ˝النصوص˝، ولا امتداداً، على تجربة الفنّ. فكليّة المشكل التأويلي، التي أقرّ بها شلايرماخر من قبلُ، إنما تخصّ كلّ ما هو عقليّ، الأمر الذي يعني كلّ ما نسعى إلى التفاهم حوله. ولكن حيثما يظهر أنّ الإفهام أمر غير ممكن، من أجل أننا ˝نتكلم لغات مختلفة˝، لا تبلغ الهرمينوطيقا منتهاها. خلافاً لذلك، تُطرح هاهنا المهمة التأويلية بكامل حدّتها؛ أي مهمة العثور على لغة مشتركة. ولكن اللغة المشتركة ليست أبداً معطى قائماً، إنها اللغة السائرة بين المتحدثين؛ أما تعلم اللغات الأجنبية، تماماً مثل التدرّب على النّطق لدى الطّفل، فلا يعنيان فقط امتلاكاً لأدوات التفاهم. فمثلُ هذه الدّربة إنما تدلّ، بالأحرى، على ضربٍ من الارتسام السّابق للتجربة الممكنة، ومن اكتسابها الأول. أن ننمو في ظلّ لغة تلك طريقةٌ لمعرفة العالم. لا فقط مثل هذه الدُّربة، ولكن كلّ تجربة عامّةً، إنما يكون الاضطلاع بها بوساطة تهذيب مستمر تواصلي لمعرفتنا بالعالم. وبمعنى أعمق وأشمل ممّا كان يتصوّره أوغست بوك لوصف عمل الفيلولوجيّ، إنّ التجربة هي دوماً ˝معرفة المعروف˝» (غادامر).هذا الكتاب بحثٌ فلسفي وتاريخي في التأويلية ومصادرها: في معاني التأويل الأولى المتردّدة بين الرؤى والحدوس، بين الإشارات والعبارات، الحاملة لدلالات النقل والتواصل ومعجزات الفهم والتفاهم… معانٍ بقي الرمز الأسطوري العتيق (هرمس، رسول الآلهة، رب الطرقات، وزير النقل والمواصلات) جامعاً لها، عابراً بها أماكن وعصوراً… وهو بحث في تاريخية هذه المعاني وكونيتها عند أعلام مؤسسين من ذوي المقام الأكبر في هذا الشأن: من شلايرماخر مؤسس التأويلية العامة، إلى ديلتاي كاتب تاريخها، ومنظّرها الأكبر عند المعاصرين؛ من اللغة والخطاب إلى الزمن والتاريخ.