الكتب الإلكترونية

ندوة إشكالية الدين والتدين


  • الرقم التسلسلي: 978-9953-64-060-0
  • سنة الإصدار: 2020

ترجع العلاقة بين الدين والتدين في أصولها النظرية إلى الثنائيات الكلاسيكية: الثابت والمتغير، الفكر والممارسة، المثال والواقع، الجاهز والمعيش، النهائي واللانهائي. يفترض الانطلاق من هذه العلاقة أنها معطى بديهي يعيه العقل الإنساني في تعاطيه مع الدين من حيث التمثل والممارسة والتجربة، كما يتعاطى مع باقي نشاطاته الوجودية الأخرى.
غير أن الواقع التاريخي والمعاصر، بشكل عام، يؤكد أن المؤمن، فرداً وجماعة وخطاباً، يعيش حالة إنكار ويطابق دوماً بين الدين والتدين، ولم يشذ عن ذلك دين من الأديان أو فرقة من الفرق أو مذهب من المذاهب. لقد ألِف العقل الديني هذه المطابقة الضامنة وحدها لمصداقية اعتقاده واطمئنانه الوجودي وحظوته الاجتماعية. ومرد ذلك، بالنسبة إلى المؤمن، أن الحقيقة واحدة ووحيدة، لا تقبل أن تتوزع على طرفين أو تكون في موضعين.
وليس وارداً إدراك ضرورة الاعتراف بمبدأ التدين تبعاً لتغير المكان والزمان والأحوال، بحسبان أن الإدراك في حد ذاته سبيل يفضي إلى زمنية الفعل الإنساني الديني، ومن ثمة إرساء مقدمات الاختلاف والتعايش المشترك. هكذا انتهى العقل الديني إلى اعتبار الدين، فقط، في تماهٍ مستقر ومستمر، دون أن يطلق اسماً محدداً على ممارسة الدين. إلا أن غياب المبدأ على صعيد الوعي لا يعني غيابه على صعيد الممارسة؛ فجدل الدين والتدين يُعدّ معطى واقعياً وتاريخياً واجتماعياً. وهذه هي القضية تعالجها وترصدها أبحاث هذه الندوة.

زر الذهاب إلى الأعلى