شذرات في قضايا التجديد والنهوض
- الرقم التسلسلي: 978-9953-68-673-8
- سنة الإصدار: 2014
- السعر بالدولار: 11
إذا كان التجديد يرتبط بالخطاب والمُثُل، فإن النهوض يرتبط بالواقع الاجتماعي الفعلي للأمة، وما بين الخطاب والواقع يكمن السر الأعظم في معضلتنا الحضارية.
فإذا كان التجديد لغة هو من القطع والبتر وإعادة الإحياء، والشجر يحتاج للتقليم كي يثمر ويزهر خلال الربيع، فإن النهوض لا شك يكون بعد سبات الشتاء الطويل!
ويكفي أن ندرك ونفقه أنه بين المفهومين الكليَّين الجامعين، يكمن كل سبب لتحريك الإبداع بوصفه حالة قصوى من تحقق الوجود الإنساني الفعلي، لكونه تعبيراً رامزاً إلى حالة الشهود التي هي غاية هذا الكائن المستخلَف.
لقد جرنا البحث في شروط التحرر الحضاري وكيفيته والسبيل إليه لغاية اللحظة إلى الحديث عن واقع الأمة، إلى الكلام في شأنها الفكري كونه النهاية والبداية؛ النهاية المخيالية للمجتمعات والبداية المخيالية للمجتمعات نفسها في لبس من ثوب جديد بعد ارتفاعها إلى أذهان النخب الفكرية؛ إذ تبقى المسؤوليةَ الأولى في مجموعها وباختلافاتها عن مدى تخلف وتأخر مجتمعاتها إلى جانب باقي النخب، حيث الواقع سيعاد إنتاجه على يدها تماماً كما استلهمته وأعادت إنتاجه وتوجيهه؛ إذ يصبح السؤال في هذه المرحلة من البحث دائراً حول أداء هذه النخب ومدى تحررها من مخيالها الذي تبقى محتجزة داخله، ما لم تسع جاهدة إلى التحرر من ذاتها، فتراوح في فلك اجترار مخيالها في أبخس مظاهره؛ فهل على المفكر البحث في كيفية التعامل مع الآخر متكئاً على فكرة الكلي؟ أم عليه أن يفكر في كيفية الانطلاق الحضاري مغمض العينين معتمداً على فكرة الخصوصية؟ أم عليه أن يعتمد في بحثه عن الهبة الحضارية على الماضي برؤية تاريخية؟ أم باعتماده على الحاضر بنظرة ظاهراتية تنظر إلى الأمور بكونها محض وقائع صرفة؟