درويش بين القدر والمصير في الفلسفة والثورة
من السيرةِ الذاتية، بكلّ ما تحمله من بوحٍ واعترافٍ من جهةٍ أولى، وشغفٍ ومتعةٍ من جهةٍ ثانية، وألمٍ ينكأ جراح الطفولة والصبا من جهةٍ ثالثةٍ، إلى محيطاتِ الفلسفة والهيرمينوطيقا والعلم والمعرفة والسياسة والأيديولوجيا والسلطة والحريّة والثورات والتغيير والإسلام السياسي والديمقراطية والعلمانية…، ومفاهيمها وإشكالياتها وأسئلتها وسبر الإجابات المختلفة الممكنة أو المقدّمة لها، بكلّ ما تحمله من تعقيدٍ واختلافٍ وتشابكٍ وتداخلٍ، يمضي بنا هذا الحوار الذي أجراه الشاعر والكاتب محمد ديبو مع الباحث والمفكر الدكتور حسام الدين درويش، لنستكشفَ إمكانية الحوار مع الذات أولاً، ومع الآخر الذي قد يكون هو الذات والآخر في آن ثانياً، وللاشتباك ثالثاً، مع تلك المفاهيم التي، من خلالها، نفكّر بالعالم، ونراه، وقد نغيّر رؤيتنا له أيضاً، في محاولةٍ للإجابة عن سؤال جديد/ قديم (وإن تغيّرت صيغه عبر العقود): لماذا، وأين أخفقنا؟ هل المشكلة في مفاهيمنا، أم في ممارساتنا، أم في كليهما؟
«في الاختلاف يكون الحوار وتكون المودة أيضاً»، هذا ما جاء في عنوان تقديم الكتاب، وعُبِّر عنه في مضامينه. ففي الجزء الأول من هذا الكتاب، ينطلق الحوار من سيرةٍ ذاتيةٍ وموضوعيةٍ، مغمَّسةٍ بالمشاعر والعواطف، ومنقحةٌ بالفكر والتأمّل، ليتناول، لاحقاً، «شؤون الفلسفة وشجونها». وفي الجزء الثاني، يتناول الحوار مسائل متعلّقةٍ بالربيع العربي عموماً، وبالثورة السورية خصوصاً، من منظورٍ مقارنٍ وتحليليٍّ ونقديٍّ. ويستمر المنظور المذكور في الحضور في الجزء الثالث الذي يتمحور حول المسائل والمفاهيم المتصلة بالديمقراطية والعلمانية والإسلام (السياسي). لا يقدم الحوار/ الكتاب إجاباتٍ نهائيةٍ وجازمةٍ عن (كل) الأسئلة التي يتناولها، ولم يكن يهدف إلى ذلك «أصلاً». فالاهتمام، فيه، منصبٌّ على أشكلة الإجابات والبديهيات والمسلمات واليقينيات التي تتضمنها أو تستند إليها، ومساءلتها، وإبراز الآخر الذي تقصيه، قصداً أو عفواً، صراحةً أو ضمناً، والمقارنة فيما بينها، بما يسمح بتوسيع آفاق التفكير، في هذه المسائل، وتعميقها.
د. حسام الدين درويش: مفكرٌ وباحثٌ أكاديميٌّ، في الفلسفة والفكر العربي والدراسات الإسلامية والثقافية.
محمد ديبو: كاتبٌ وشاعرٌ، ومهتم بقضايا الفلسفة والفكر.