- الرقم التسلسلي: 978-9953-64-057-0
- سنة الإصدار: 2019
سؤال الإصلاح الديني ليس سؤالاً عن الماضي فحسب، بل إنّه سؤال يتعلّق بالحاضر وبطبيعة تعاطينا مع الأرضية المعرفية التي تظللنا اليوم؛ والتي من شأنها أنها ارتبطت بمفاهيم مفارقة للماضي منها ما هو ديني، ومنها ما هو قانونيّ تشريعيّ، ومنها ما هو حقوقيّ، ومنها ما هو سياسيّ… فالتحدي اليوم هو تحدٍّ فكري ومعرفي في استيعاب الماضي وتجاوزه إلى تصورات وطروحات معرفية معاصرة في فهمنا لقضايا الدين والدولة والمجتمع؛ فالمسألة هنا ليست مسألة توفيق أو تلفيق بين الماضي والحاضر؛ بقدر ما هي مسألة نقد معرفي تحليلي وخلق وإبداع وحرية وتحرير.
علينا أن نعي أن الإصلاح الديني في غاياته الكبرى ذو أبعادٍ إنسانية تتجاوز الإصلاحات الجزئية، ولعلّ الوعي بهذا الأمر سيسهم بقسط كبير في عدم السقوط في ما سقطت فيه محاولات الإصلاح القديمة. وبذلك يمكن أن يتّجه الإصلاح الديني نحو تجاوز كلّ ما أعاق المجتمعات الإسلاميّة عن القيام بدورها الحضاري الّذي تقاعست عنه، وبقيت إزاء ما يحصل في الغرب في مكان المتفرّج أو المنبهر أو الناقم، ولم تخرج من ثمَّ من الانفعال إلى الفعل بسبب العجز عن الانعتاق من القيود الثقافيّة والاجتماعيّة والسياسيّة.
