دار الحرب ودار الإسلام
- الرقم التسلسلي: 978-9953-64-074-7
- سنة الإصدار: 2020
- السعر بالدولار: 13
ليست أصالة التفكير وصفاً يُثمّنه بمنطقٍ يرى في الانتماء إلى استمرارية تاريخية علامةً على الانتماء إلى أفق من الآفاق التي رسمتها الحضارات الإنسانية للحقيقة، إنّما هي تعيين لهذا الهوس التأصيليّ للذات في مقرّات متعالية للقيمة. من هذا المنظور ينبثق مفهوم دار الحرب ودار الإسلام في التفكير الجهادي بحسب هذه الآلية الخاصّة المميّزة للفكر المحافظ عامّة؛ آلية التأصيل التي يواجه بها واقعه المتحوّل. لا تعمل هذه الآلية بمنطق استثارة التراث ليمدّ الذات بهاديات توجّهها في التفاعل مع زمانها، إنّما هي تتحوّل إلى عمليّة تجريد للزمان من طبيعته الحدوثيّة. يصبح العيش منذئذٍ عيشاً موتوراً بين زمانين لا تحدث المصالحة بينهما إلا بالقوّة.
بالقوّة، ومن أجلها، ينجز مفهوم دار الحرب ودار الإسلام، عند الجماعات الجهاديّة، تأصيليّته لزمانه في تراثه الإسلاميّ. تتعدّى رغبة القوّة دور التأسيس لعالم تستعيد فيه الذات المسلمة حقّها في أن تكون، لتتّخذ دور الوسيط السياسيّ، إيديولوجيا لرسم خارطة إسلاميّة للعالم. فحين تصبح دار الإسلام تلك الدار التي يحكمها الإسلام، وحين تصبح دار الكفر تلك التي لا يكون فيها الحكم للإسلام، يجرّد مفهوم الدار من دلالته على طريقة أهل زمانه في تحديد مجالهم السياسي، ويفقد في الأثناء إحالته على حدس مجتهدي الإسلام الأوائل باتساع ممكنات الإيمان، بل يغلق الباب دون عالميّة الإسلام وعياً مضمراً بالحق لكلّ الخلق في أن يعيشوا بسلام.