الإصدرات الورقية

المطابقة والاختلاف ج3



  • الرقم التسلسلي: 978-614-8030-75-8
  • سنة الإصدار: 2018
  • السعر بالدولار: 12


 لطالما جرى التأكيد على أنّ الغاية الأساسية للعولمة هي تركيب عالم متجانس تحلُّ فيه وحدة القيم، والتصوّرات، والرؤى، والأهداف، محلّ التشتّت، والتمزّق، والفرقة، وتضارب الأنساق الثقافية، غير أنّ هذهِ العولمة اختزلت العالم إلى مفهوم، بدل أن تتعامل معه على أنّه تشكيل متنوّع من القوى، والإرادات، والانتماءات، والثقافات، والتطّلعات. ووحدةٌ لا تقرُّ بالتنوّع، وتعترف به، ستؤدّي إلى تفجير نزعات التعصب المغلقة، والمطالبة بالخصوصيّات الضيّقة، والأصوليات العنيفة؛ فالعولمة بتعميمها النموذج الغربي، واستبعادها التشكيلات الثقافية الأصلية المتنوعة، أوقدت شرارة التفرّد الأعمى في العالم؛ ذلك أنّ بسط نموذج ثقافي بالقوّة لا يؤدّي إلى حلّ المشكلات الخاصة بالهوية والانتماء؛ بل يتسبّب في ظهور إيديولوجيات متطرّفة تدفع بمفاهيم جديدة حول نقاء الأصل وصفاء الهوية. وإضافةً إلى ذلك، إنّ عملية محاكاة النموذج الغربي ستقود إلى سلسلة لا نهائية من التقليد المفتعل الذي تصطرع فيه التصوّرات، وهو يصطدم بالنماذج الموروثة التي ستُبعَث على أنّها نُظمٌ رمزية تمثّل رأسمال قابل للاستثمار الإيديولوجي العنيف عرقيا وثقافيا ودينيا.

عبد الله ابراهيم

مفكر عراقي، ناقد وأستاذ جامعي متخصّص في الدراسات السردية ونقد المركزيات الثقافية، أصدر 20 كتاباً ونشر أكثر من 40 بحثاً علمياً محكماً في كبريات المجلات العربية، والعشرات من الابحاث الثقافية العامة، وشارك في تأليف وتحرير العديد من الكتب والملفات الثقافية والفكرية والموسوعات العلمية. نال درجة الدكتوراه في الآداب العربية عام 1991 من جامعة بغداد. عمل أستاذاً للدراسات الأدبية والنقدية في الجامعات العراقية، والليبية، والقطرية منذ عام 1991 إلى عام 2003، حصل مؤخرا على جائزة الشيخ زايد للكتاب ثم بعدها جائزة الملك فيصل العالمية.
زر الذهاب إلى الأعلى